Billionaires Bank

Billionaires Bank

الجمعة، 20 يونيو 2014

الهوايات .. منافذ الإبداع والثراء

تعودنا منذ مئات السنين على أن تترادف الهواية مع اللهو وتضييع الوقت، وفي عرف الكثير من الآباء "المتساهلين" يمكن للصغير أن يمارس هوايته فقط إذا أنهى فروضه المدرسية وذاكر الدروس واستعد للاختبار وعندها أيضا سيقول الأب وتوافق الأم :"اذهب ونم ابرك لك من تضييع وقتك في هواية فارغة!" ..

والهوايات بدءاً من لعب الكرة والرسم وفك وتركيب الأجهزة القديمة أو تطيير طائرة ورقية أو مصنوعة أو تصفح الانترنت أو لعب البلاي ستايشن أو جمع الطوابع أو تشكيل الصلصال أو أي نوع من الهوايات لا تلقى عندنا الاهتمام الذي تستحقه ولا نعتبرها أبدا وسيلة من وسائل تنمية مشاريع عقول مستقبلية جبارة كما في الغرب، وعبثا نحاول إقناع الآباء بأن ممارسة الصغير لهوايته بحرية ودعم وتشجيع من شأنه أن يحرك فيه كوامن الإبداع ويجعل منه شخصا مهما حين يكبر، وعبثا نناقش أهمية أن يخطئ الصغير لكي يتعلم من خطئه وأن يجد في حياته تحديات منذ الصغر تتدرج صعوبة كلما كبر قليلا حتى ينشط عقله ويستمر في العمل ولا يتوقف حين يصبح طالبا نظيفا يذهب إلى المدرسة ويجلس على مقعده كقطعة منه ولا يغادره إلا حين يخبره الجرس أن الحصص انتهت !

وفي السير الذاتية التي يتقدم بها طالبو العمل عندنا لا نجد فقرة للهوايات ولا نتوقع أن يتحدث طالب الوظيفة خلال مقابلته الشخصية انه يحب لعب الكرة أو يعشق البرمجة  في أوقات الفراغ ولن يطلب منه صاحب الشركة أن يعدد له الأشياء التي تحقق له متعة خاصة حين يعملها لأن أرباب العمل عندنا لا يهمهم ما الذي يبهج موظفيهم وإنما بالطبع يهمهم جدا ما الذي يجعلهم أكثر إنتاجا وأكثر اهتماما وعصا الخصم من الراتب على الرقاب وجزرة المكافأة أمام العيون وهذه هي الوسائل التي لا تبلى للترغيب والترهيب، أما أن تخصص المؤسسات أركانا للهوايات أو تستفيد من مهارات موظفيها الخاصة في ساعات لهو بريء مفيد أثناء العطل وفي أوقات متفرقة أثناء العمل كما يحدث بالخارج فان هذا لايهمهم وهذا هو الجهل بعينه .
الأجدر أن تكبر فينا هواياتنا  كلما كبرنا حتى نتقن بحق فن الحياة، ونتذوق بحق متعة النجاح.

فالهوايات المغبونة عندنا كانت هي السبب الحقيقي وراء كل اختراع عظيم والمصدر الكبير لكل علم جديد والبداية الرائعة لكل تطور شهده التاريخ ، وعلى فكرة الجامعات والأوراق والشهادات تعطيك لقمة العيش ولكن هواياتك تجعلك ثريا ، ولنا في كرستيانو وصولا إلى مؤسس بنك الراجحي وغيرهم من أصحاب المشاريع التي بدأت صغيرة ووصلت بأصحابها إلى كراسي المليارديرية ، وهناك الكثير أيضا من كتاب الأغاني او المواقع او حتى اصحاب القنوات في اليوتيوب او مبرمجي تطبيقات هواتف ذكية لم يتخطوا العشرينات وهناك من وصل للميون وهو في سن المراهقة ..


على فكرة أي شيء تهواه او كنت تهواه لم ينتهي ولن ينتهي حتى لو وصل عمرك 80 عاما مع اني لا أظن ان زوار مدونتي في هذا العمر ولكن الهوايات لاتنتهي ولكن عندما تنشغل بأشياء غير هواياتك ربما لن تلاحظ انك موهوب فعليا ، أعد بناء موهبتك وركز وكن مع الموهوبين في مجال أنت تهواه وصدقني بأنك اذا منحت وقتك لشيء أو قدرة منحها الخالق لك فأنت ستكون من أصحاب الثروة اللامحدودة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق